مودي حكيم
MIP تودع مدينة كان
مهرجان الإعلام المرئي.. وسوق الصناعة التليفزيونية "2"
مودي حكيم من مدينة كان الفرنسية:
تعودت لسنوات الحضور لمدينة كان الفرنسية في شهر إبريل من كل عام لسوق الربيع الدولي للتليفزيون، حيث يلتقي MIPTV مع MIPDOC وMIPFORMATS قبله بيومين، ويتبعه MIP لمدة أربعة أيام ليملأ شاشات العالم بالشبكات الترفيهية والعروض الحصرية وجلسات صنع الصفقات، في مركز الترفيه النابض بالحياة في مدينة كان، ليجذب المنتجين والموزعين والمشترين من 85 دولة. يعد هذا التجمع بمثابة مركز لتكوين الاتصالات وإبرام الصفقات واكتشاف المسلسلات والمشاريع الرائدة عبر جميع الأنواع والشاشات.
هذه السوق لا تتعلق فقط بالأعمال التجارية؛ إنها مزيج من المؤتمرات رفيعة المستوى، ومنطقة معارض مزدحمة تستضيف استوديوهات وموزعين دوليين كبارا، ومجموعة من فرص التواصل التي لا تقدر بثمن. إنها يمثل الملتقى العالمي النهائي لصناعة التليفزيون.
والكل كان سعيداً بما يحققه سوق الربيع لصناعة المحتوى التليفزيوني وبنتائجه المذهلة المساهمة في تطوير الصناعة، فجأة وفي عام 2014، دعم عمدة مدينة كان، ديفيد ليسنار، فكرة إقامة مهرجان دولي للمسلسلات التليفزيونية في المدينة، رغم أن المسلسلات جزء لا يتجزء من من نشاط ميب تي في، وعليه تم تعيين وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة فلور بيليرين رئيسة للمهرجان، وبينوا لوفيت مديرًا عامًا. في يونيو 2017، أُعلن إقامة النسخة الأولى من معرض المسلسلات في إبريل 2018، ومنذ موسمه الأول، كانت CANNESERIES تقام دائمًا جنبًا إلى جنب مع MIP ما جعل مدينة كان المركز العصبي للتليفزيون لمدة أسبوع كامل، واعتقدت مع الكثير من المراقبين لصناعة المحتوي التليفزيوني ومن ضمنها المسلسلات، إنه التحالف المكمل لواحد من أكبر الأسواق الاحترافية في العالم ومهرجان دولي مجاني تمامًا ومفتوح للجميع، مع التركيز على المسلسلات واللقاءات مع أولئك الذين يصنعونها.
وقتها طرح العاملون بالصناعة تساؤلات حول المولود الجديد، هل هو نوع من التنافس، أم تكامل؟!. لكن مع الأسف فى العام التالي لتزاوج مهرجان المسلسلات مع ميب تي في، بدء فيروس يهاجم العالم، أطلق عليه كوفيد 19 نسبة لتاريخ أول ظهوره في ديسمبر 2019، وتوقف النشاط لمدة عامين للكيانين.
وقتها كانت لورين جارودي تترأس قسم التليفزيون منذ عام 2009. وخلال فترة وجودها، قامت السيدة Garaude بتوسيع نشاط وتطوير العلامة التجارية MIP من خلال إطلاق MIPFormats في عام 2011 والأسواق الإقليمية الناجحة MIP Cancun في عام 2015 وMIP China في عام 2017. وفي عام 2020، مدفوعة بتأثير الوباء العالمي، قادت التحول الرقمي للأحداث التليفزيونية لـ Reed MIDEM، حيث قدمت أسواقًا افتراضية ناجحة عبر المحفظة. "لورين هي قائدة استثنائية تتمتع بفهم رائع لصناعة الترفيه سريعة التطور - لكنها مع الأسف تركت.
وفي استحياء وحذر عاد MIPCOM الشقيق لـMIP TV عام 2020 بحضور أقل مما كان عليه بعد الجائحة، ثم أتي العام التالي بسوق الربيع لصناعة المحتوي التليفزيوني، انخفض الحضور، وكان التراجع مبالغ فيه، فبعد أن كان 10000 مرة في عام 2018، و9500 في عام 2019، إلى 5510 مندوبًا في الموقع العام الماضي. وهذا لا يزال يجعله ثاني أكبر حدث تليفزيوني في العالم. ولا تزال المشاركة تتضاءل هذا العام، حيث انخفض عدد المشاركين.
وانتهى MIPTV 2024 هذا العام، مع تركيز كل الاهتمام على أساسيات MIPLONDON 2025 التي أعلنتها لوسي سميث، مديرة أسواق MIP في مؤتمر صحفي في منتصف نهار اليوم الأخير وكوكتيل قريب في المساء. حصلت MIPTV على الأرقام التي توقعها المنسقون 3537 شخصًا (مقابل 5500 العام الماضي) من 84 دولة، و1133 مشتريًا، و135 عارضًا، و11 جناحًا وطنيًا.
هذا العام تتضاءل عدد المشاركين لأن الأخبار كانت قد تسربت قبل انعقاد سوق الربيع لصناعة المحتوي التليفزيوني بأن السوق سيغادر مدينة كان الفرنسية مقر مولده ونشأته والتي رعى فيها، حتى تخطى الخمسين من العمر، فقد فاجأت إدارة السوق والمهرجان، الجميع بما أعلنته شركة RX FRANCE عن إطلاق MIP LONDON، وهو سوق صناعي جديد وحدث للتواصل من المقرر عقده في الفترة من 24 إلى 27 فبراير 2025، مع افتتاح مسبق يوم الأحد 23 فبراير . ودفن MIP الذي عرفناه على شواطئ الكروازيت بالمدينة الساحرة.
ارتبط الخبر بحزن الكثير من المشاركين وأسف مع اقتراب الإصدار الأخير من مراحله النهائية يوم الأربعاء فى يومه الأخير بمدينة كان، السوق الذي اعتبرها البعض موتا لـMIP TV، ومولد MIP TV آخر، كان هناك اندفاع من الحنين، الذي تراكم في الأيام السابقة، لحدث أصبح عنصرًا أساسيًا في حياة العديد من المديرين التنفيذيين على مر العقود، وخدم غرضًا تجاريًا. منهم ما ردده أندرو جي يونج كيم من شركة AK Entertainment الكورية.
من المؤسف أن MipTV ينتهي. "إنها تتمتع بتاريخ طويل". رغم خبر الانتقال، أو الموت المفاجئ فلم يفقد سوق الربيع لصناعة المحتوي التليفزيوني عبقه وبريقه وجذبه لعرض كل ماهو جديد وعقد الصفقات.. سأعرضها في مقال لاحق.
اقرأ أيضاً :
جوجل نيوز
